الجمعة، 23 مارس 2012

الخير والشر


الشر عند البشر

البعض يتعجبون ويتسائلون لماذا كل هذا الكم من الشر بين البشر؟ لماذا يقتل بعض الناس بعضهم بعضا ... يتصارعون من أجل المادة والسلطة والنفوذ والسيادة والسيطرة بل من أجل الطعام والشراب أحيانا والمتعة واللذة! لماذا قتل قابيل هابيل؟ ولماذا غزا التتار والمغول العالم وقتلوا كل هذا الكم من البشر وسلبوا ونهبوا ثم ذهب كل هذا هباء وإين ذهبت دماء وأشلاء قتلاهم ثم إنحسروا فجأة وكأن شيئ لم يكن! أين ذهب ماجمعوه ومافرضوا عليه سلطانهم بل أين ذهبوا هم أصلا الأن؟ لماذا حتى الأن هناك صراعات وحروب ولا يمر يوم إلا ونسمع عن قتلى جدد وسرقات وجرائم وإغتصاب؟ هل هناك ناس خيرون وأخرون أشرار بطبعهم؟ بل أن الشخص نفسه قد يمر بمراحل وفترات في حياته يكون فيها خير أحيانا وشريرا أحيانا أخرى ... والأعجب من ذلك أن الشخص نفسه في نفس الوقت قد يكون خير مع بعض الناس وشريرا مع البعض الأخر!!!


إن الجندي المحارب يكون من وجهة نظر أعدائه لص قاتل مغتصب مجرم بينما من وجهة نظر قومه يكون بطلا محاربا شجاعا مغوارا!


لماذا هذا التداخل بين الخير والشر ففي الموقف نفسه يكون الشر يحوي الخير والخير يحوي الشر.....


الشر ليس عند البشر فقط!

هل رأيت كيف يقفز الأسد على الغزالة فجأة فيفترسها بلا هوادة أو رحمة؟ أليس ربما لهذه الغزالة أطفالا صغارا ترضعهم وهم ينتظرون عودتها بعد أن تكون قد تغذت جيدا فيجدوا في درعها حليبا يتقوتون منه؟ لماذا أنهى الأسد حياتها فجأة هكذا ولماذا؟ لمجرد أن يلتهم وجبة سرعان ماسيترك أشلائها بعد أن يشبع ثم يعود مرة أخرى فيبحث عن صيد جديد ويشرد أطفالا ربما لبقرة أخرى أو جاموسة برية أو حسبما ما سيوقعه حظه العسر حيوان تقوده قدماه إلى مصيره المحتوم.... الأسماك في المحيط تعيش على الأسماك الأصغر حجما ... الطيور الجارحة في السماء تنقض على فرائسها كالسهم المسموم فترديها مقتولة في لحظة ليلا كانت أو في وضح النهار ...


أعتدت أن أربي بعض أسماك الزينة في الأحواض الزجاجية وذلك ليس فقط للتمتع بشكلها الجميل وألوانها المبهرة وإنما أيضا لدراسة سلوكها عن قرب بالإضافة لتعلم القوانين الطبيعية كالكيمياء والفيزياء والأحياء... والعجيب إني كنت ألاحظ تصرفات كنت أرى ساعتها أنها غريبة جدا! لقد فوجئت أن الشر موجود في سلوكياتها كما في البشر أيضا و لكن بصورة أشد قسوة وإن إختلفت الدوافع والأهداف فالسرقة موجودة والصراعات من أجل بسط النفوذ والسيطرة على أشدها بل والأعجب إني فوجئت بالذكر في أحد أنواع السمك المعروف بأسم "المقاتل" الذي لا يتحمل وجود ذكر أخر من نفس نوعه في نفس الحوض بل يثور ويقاتل بشراسة ولا يهدأ له بال حتى يمزق جميع الذكور الأخرين أربا ويكون البقاء للذكر الأقوى ويتمتع بمصاحبة باقي إناث القطيع! وجدت الغيرة الشديدة في بعض الأنواع الأخرى مثل "المندرين" فحتى الأنثى لا تتحمل أيضا أن توجد إنثى أخرى في الحوض تشاغل ذكرها فتختلس الحركات وتخطط وتدبر حتى تأتيها الفرصة السانحة وتذبح الأنثى الأخرى بقسوة بالغة لكي تظل هي الوحيدة أمام ذكرها دائما... وجدت الوحشية الشديدة كما وجدت معاني الحب الصادق والإخلاص ففي بعض الأنواع كالديسكس والأنجل تجد الذكر أو الأنثى يظل مخلصا دوما لوليفته فإذا حدث وماتت فأنه يحزن عليها وربما قد يموت لفراقها مهما وضعت أمامه من إناث أخريات ربما أكثر جمالا من وليفته التى إعتاد عليها!


يخبرنا علماء الطبيعة المتخصصون في دراسة النمل عن أنواع من النمل تؤسس ممالك وإمارات ويحدث بينها حروب ضارية وتخرج الجيوش المحاربة للمملكة التي تريد أن توسع رقعتها وتهاجم المملكة المجاورة وتنهب وتسلب وتقضي تماما على جميع الأفراد فيها ولا تهدأ حتى تقتل الملكة في عشها بينما يقاتل الجنود الأخرين في دفاع وإستبسال منقطع النظير حتى أخر رمق دفاعا عن ملكتهم التي قدد تتمكن من الطيران بعيدا وتنجو بنفسها تاركة المملكة وجنودها وعمالها وشغاليها وصوامعها لتبدأ في تأسيس مملكة جديدة في مكان أخر... في أعماق المحيطات يتفق مجموعة من أسماك القرش على عمل تنظيم عصابي وإتحاد فيما بينهم لمهاجمة أسراب أسماك التونة في رحلاتها فيختبئ قطيع القروش في مكان محدد في موعد محدد كأنهم يعلمون سلفا بأن السرب سيمر من هذا المكان بالذات في هذا الوقت بالذات ثم تبدأ لحظة الإنقضاض فيفاجئون السرب ويضيقون الخناق عليه حتى تضطرب حركتهم ثم يفتح كل قرش فكيه فيدخل فيه حشود السمك المذعور المضطرب ... إن هذه الوجبة الشهية لم تكن ستتوفر لسمكة قرش واحدة بمفردها لولا وجودها وسط قطيع كبير يتعاونون فيما بينهم على الإنقضاض على سرب السمك الصغير المسكين.


مداخله

من أسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم الحكم العدل الباسط الرزاق العليم ومن أسمائه أيضا الجبار المتكبر المنتقم القهار المهيمن القابض المذل ... المجموعة الأولى من الأسماء واضحة والمجموعة الثانية يتسائل عنها بعض الناس لماذا يصف الله نفسه بهذه الأوصاف التي تبدو متضادة مع الأوصاف الأولى .... تأتي الإجابة من الفقهاء فيقولون بكل بساطه "لكي تستقيم الحياة" ....


هل الشر ضمن منهج الكون؟

خلق الله الملائكة وكذلك خلق الشياطين الملائكة يسبحون بحمده أما الشياطين فتوعدهم بحسابه في الأخرة وهناك سؤال ساذج يقول: "إذا كان الله يعلم مسبقا بشرور الشياطين فلماذا خلقهم أصلا ولماذا بلى بني أدم بهم كما إبتلى أدم عليه السلام شخصيا؟ لماذا لا يقضي عليهم ويرتاح البشر من شرورهم ووسوساتهم!" والسؤال الأكثر سذاجه يقول: "لماذا يستخدم الله الملائكة في إهلاك البشر العاصين؟ تماما كما أرسل الملائكة المكلفين بإهلاك قرية قوم لوط عليه السلام لما شاعت فيهم الفاحشة فرفعوا القرية في السماء بمن عليها ثم قلبوها لتهوي على الأرض ويصير عاليها أسفلها عذابا لهم... (لاحظ هنا الجزاء من جنس العمل فكما قلبوا خلق الله قلبت بهم قريتهم نكالا لهم)


في قصة العبد الصالح التي وردت في سورة الكهف حينما أراد موسى عليه السلام إتباعه ليتعلم منه ولم يستطيع أن يصبر على أشياء تبدو غير منطقية بالنسبة له فالسفينة التي يخرقها الرجل والغلام الذي قتله والجدار الذي أقامه كلها أعمال تبدو لموسى عليه السلام هي الشر بعينه بينما حينما فسرها العبد الصالح لموسى عليه السلام فيما بعد أتضح جليا إنها كانت هي الخير بعينه..... لا يسرد الله عز وجل قصة في القرأن عبثا أو لمجرد ملئ فراغ حاشا لله وإنما لكل قصة أهداف ومعاني وأعتقد أن من ضمن معاني وأهداف هذه القصة هو أن يشرح لنا المولى عز وجل موضوع الخير والشر برمته ويجيب على كل أسئلتنا السابقة ويزيل الغموض الذي قد يعترينا حينما نتعجب من وجود الشر في حياتنا ...


لماذا الإفتراس عند الحيوانات؟

يخبرنا علماء الأحياء أن هذا الإفتراس ضروري للتوازن البيئي ... لو تتبعنا السلسلة الغذائية لأحد المخلوقات كالفئران مثلا التي قد تتغذى على الحشرات الأصغر حجما سنجد أنها تنوع مصادر تغذيتها على حسب وفرة ما تجده حولها ... فإذا ذاد عدد الصراصير في مكان ما نتيجة لظروف معينة فأن هذا سيمثل غذاءا وفيرا للفئران التي سيزداد عددها بعد أن تحسنت مصادر تغذيتها وسيقل عدد الصراصير ... وهذا العدد الكبير من الفئران سيتسبب في زيادة عدد القطط التي ستجد لها أيضا مصدر وفيرا في الغذاء ستقل الفئران مرة أخرى وستزيد القطط وهكذا ... إن هذا القانون سيجعل الأعداد لاتزيد ولا يطغى نوع على نوع في توازن بيئي معتدل بحيث أن إي إختلال بيئي ناتج عن طفرة في إذدياد الأعداد ستتم معالجته بصورة تلقائية ثم نصل إلى أعلى الحيوانات في السلسلة مثل الأسد الذي يفترس كل ما أسفله (هل أقتنعت بأهمية وجود الأسد في الحيوانات؟) فتجد أن الأسود نفسها هي من تبيد بعضها وذلك لأنها بحكم عاداتها وسلوكها لا تسمح سوى بوجود ذكر واحد في وسط القطيع الذي يجب أن يكون أقواهم وقادر على تمزيق البقية أربا حتى يفوز وحده بالإناث ثم تتحلل أجسادهم وتتعفن ويتغذى عليهم دود الأرض الذي بدوره يغلق السلسلة فتأكله الطيور والحيوانات الضعيفة مرة أخرى وهكذا تدور الحلقة مرة أخرى ...


لماذا الصراع والبقاء للأقوى؟

الأسود تجري وراء القطيع ولا تلحق وتأكل إلا ضعاف البقر أو الغزلان المعتلة الهزيلة التي لم تقوى على الجري مع باقي القطيع عند هجوم الأسد وبالتالي فأن من سيبقى هو أقوى القطيع وهو الذي سيتزاوج بعد ذلك وسينجب أولادا يرثون منه الصحة واليقظة والإنتباه بحيث أن كل جيل سيكون أفضل مما قبله بينما سيكون الإفتراس هو مصير السلالة الضعيفة ... إي أن هذا الإفتراس الذي نحسبه شرا هو في الواقع خيرا لتحسن نسل النوع ... في النحل يطير مئات الذكور مسافات شاسعة خلف الملكة عند التزاوج ويبدأون في التساقط صرعى الواحد تلو الأخر خلال هذه الرحلة المميتة وأخر من سيظل حيا مكافحا منهم هو الذي سيفوز بها ويلقحها وهذا يعني أن الجيل الذي ستنجبه سيرثون القوة من أبيهم الذي كان أقوى ذكرا في السرب وبالتالي فأنها تكون قد ضمنت أنها حصلت على أفضل نسل .... هل تعلم أن في البشر تحتوي الخلايا الحية على ثلاثة وعشرون زوج من الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية من الأب والأم وأن الملايين من الحيوانات المنوية التي تحتوي على كافة التباديل والتوافيق الممكنة من الموروثات الجينية المميزة للأب من صحة وقوة وذكاء وحتى لون العينين والبشرة والشعر وكل شيء ولا يستطيع الوصول للبويضه ويخصبها في رحم الأم إلا أقوى هذه الحجيوانات المنوية ولأنه أقواهم فهو يحمل معه أفضل تبديلة وتوفيقة ممكنة من بين هذه الموروثات الجينية المختلفه وهذا مايسمى بقانون الإنتخاب ... من الذي هدى الحيوانات المنوية (الغير عاقلة) والبويضات إلى هذه الطريقة الذكية التي بلا شك تؤدي إلى تحسين النسل بصورة مستمرة ومستديمة وتنتج بشر أصحاء أقوياء قادرين على البقاء في الحياة بأفضل صورة؟


قد يرى البعض أن في مقتل ملايين الملايين من الحيوانات المنوية التي لم تستطع الوصول للبويضه شرا عارما !!! لكنه بلا شك قد غفل عن الخير العميم الذي حدث نتيجة عدم خروج إلا أفضل ما يمكن من الأجنة.


الشحنات الكهربية

إذا دعكت المشط بقطعه من الصوف فقد بذلت مجهودا وهذه الطاقة تحولت على شكل طاقة كهربائية تم إختزانها في المشط و قطعة الصوف وهذا ما يسمى بالكهرباء الإستاتيكية. والشحنات نوعان موجبة وسالبة فإذا ما وصلت جسما مشحون بشحنة موجبة بسلك ثم قربت طرفه الثاني من طرف سلك أخر متصل بجسم مشحون بشحنة سالبة فأن التيار الكهربائي يبدأ بالإنسياب تدريجيا في الأسلاك وتتوقف شدة إنسيابه على المقاومة التي تبديها الأسلاك له فإذا إخترت أسلاكا معدنية (نحاسية مثلا) تكاد تكون مقاومتها شبه منعدمة فإن التيار ينساب بشدة عالية ويفرغ كل الشحنة في لحظة مسببا شرارة وفرقعة. ونلاحظ أنه بعد إفراغ الشحنة فأنه لاتيار ينساب ويظل كل شيئ هامدا ساكنا. ونلاحظ هنا أنه لايهم إتجاه حركة التيار ... المهم هو الحركة نفسها ... فعلماء الفزياء نفسهم متحيرين فيقولون تارة أن الشحنة الموجبة هي التي إنتقلت إلى الشحنة السالبة وتارة يقولون أن الألكترونات هي التي إنتقلت في عكس الإتجاه! تماما حينما يتلامس جسم بارد بجسم أخر ساخن لاتدري هل إنتقلت البرودة من أحدهما إلى الأخر أم أن الذي إنتقل هو الحراره في عكس الإتجاه ...


التوضيح والخلاصة

الله سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون وقد أمد كل مافيه من مخلوقات من بشر وملائكة وحجر وجماد وكل شيئ بطاقته لأنه بدون هذه الطاقة المستمرة يسكن كل شيئ وينهار كل شيئ وتتوقف الحياة ويحل العدم لأن كل شيئ سيتحلل إلى مكوناته الأولية التي سرعان ما ستنجذب مرة أخرى لبعضها في كتلة لانهائية لايتعدى حجمها القبضة وهي التي بدأ الرحمن بها الخلق كله ...


هذه الطاقة هي التي تحفظ كيان الذرات فتدور الإلكترونات بها حول النواة التي تحتوي على البروتونات والنيترونات بسرعة الضوء ولو توقفت لسبب ما لأرتمت الألكترونات في أحضان البروتونات وتعادلت شحنتيهما ثم تسكن للأبد ... هذه الطاقة التي كونت المواد الأولية الغازات والمعادن والصخور ثم الماء والطين الذي خلق منه البشر ... هذه الطاقة التي تحرك كل شيئ حي وكل جماد يسكن ويتحرك بها ... الروح التي تجعل الجماد حي ويتحرك ويختار ما يريد يأكل ويشرب ويتناسل ويسعى في هذه الحياة قبل أن يفنى ويحل العدم ...


طاقة تعني شحنات ساكنة ماتلبث أن تنتقل لأن الحركة تعني الحياة ... الخير (الذي هو من منظورنا) لو ظل بمفرده هو القانون الأوحد لهذا الكون لحدث السكون ولكن يجب أن يوجد معه ضده حتى تحدث الحركة وتستوي الحياة. يجب أن يوجد الشر بل ويجب أن تكون الغلبة لأحدهما مرة بعد مرة هذا هو مايسبب الحركة ... الساذجون فقط هم من يظنون أن الخير سيغلب الشر للأبد أو أن الشر سيظل موجودا للأبد ... بالتأكيد سوف يكون النصر لأحدهما في النهاية وساعتها لن يفرق شيئا إذا كان النصر للخير أم للشر لأنها ببساطة هي النهاية.


هذا المعنى المزدوج للخير موجود في كل شيئ في الكون ... شحنة سالبة وأخرى موجبة ... ذكر وأنثى ... ماء وهواء ... نار وتراب .... لماذا تقبلون الإذدواج في كل شيئ حولكم وتعرفون أنه سبب إستمرار الحياة وترفضون أن يوجد الشر حتى يقابل الخير ويكون هذا الإمتزاج أيضا سببه هو إستمرار الحياة؟ هل يمكن أن توجد حياة بذكر فقط أو أنثى فقط؟ ماء فقط أو تراب فقط؟ لماذا تظنون أن الشر ليس مهما لإستمرار حياتكم؟


الشر يجب وجوده حتى يتحرك الخير فلو كان الخير وحيدا في هذا العالم لتكاسلت كل المخلوقات ... فما الداعي لقطيع من الأغنام أن يتحرك ويتقل من مكان إلى مكان إذا أمن أن لن يأكله الذئب بل ربما سيأمن عدم وجود الذئب أصلا ... لماذا تأكل ولماذا ستتزاوج فالخير موجود حولها في كل مكان فسيظل المرعى دائما أخضر والماء متوافر وربما سوف لن تموت .... كم ستصبح هي مملة تلك الحياة التي لا توجد فيها مخاوف أو دوافع للقلق ... سوف تكون الحياة ساعتها أشبه بالموت ... إذا لم يكن هناك جنة ونار فسيكون كل المخلوقات هي نفس الشيئ بل ربما نفس الشخص ...


يجب أن لا نحكم أن ما يحدث أمامنا هو خير أو شر فنحن لا نعي الحكمة في كل شيء نحن البشر فقط نحب ونكره بينما في سورة الكهف وضحت لنا أن مانظنه شرا قد يكون خيرا في الواقع وما نعتقد في كونه خير قد يكون أشر الشرور وبالتالي فأننا قد نحب (بقصور فهمنا) مافيه ضرر لنا وقد نكره (بمحدودية إدراكنا) مافيه خيرا لنا ... بينما الله يقدم لنا مافي صالحنا دائما ... وأن مانراه من مواقف ليس المهم تفسيرها خير أم شر إنما يجب أن نعلم بأنها تكون لصالحنا دائما وهي تنفيذ لإرادة الله القادر ... فهو يكافئ العبد الطائع وييسر له طرق الخير ... ويعاقب العبد الطالح ... قد يعرض بعض عباده لما يكرهوا أحيانا حتى يستفيقوا ... وقد يملي لبعض عباده حتى يستدرجهم ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر....


أرادة الله دائما الخير ... وأراد الله أن يمنح بعضا من خلقه بعضا من إرادته فحملهم الأمانه ليختبر أدائهم فبعضهم يحسن فيعمل الخيرات وبعضهم يسيئ فتأتي منهم الشرور ....


ولذلك نجمل القول بأن الخير يأتي من الله دائما لكن بعض المخلوقات يأتي من نفوسهم الشر لذلك من العدالة أن يكون الله غفارا رحيما مع العباد المصلحين وأن يكون جبارا متكبرا مع المفسدين.


محمد مصطفى

ليست هناك تعليقات: