الجمعة، 16 ديسمبر 2011

مفهوم الدولة الإسلامية الصحيح

لا أدري لماذا كل هذا الرعب وهذة الضجة والخوف من أن تتحول مصر إلى دولة إسلامية !!

تركيا بقت دولة إسلامية ومع ذلك أغلى خمرة موجودة هناك وبتتشرب في أفخم وأرقى المطاعم والفنادق واحلى نسوان يا معلم ... وشواطئ العراة متاحة ومحدش بيسألك وإنت داخل: "إنت مسلم ولا مسيحي ولا يهودي ولا ملتك إيه بالظبط؟"



الإسلام اللي هناك هوا إحترام الناس لنفسها ودينها وللأخرين وتوفير حرية الإعتقاد بجد من غير ما حد يضايقك ... بس إنته برضه ما تضايقش حد... الجامع قدامك والخمارة قدامك وإنته إختار محدش بيفرض عليك حاجه لأن ربنا عايز هوا اللي يحاسبك مش إنك تسيب النسوان والخمرة عشان الحكومة مضيقة عليك !!!

عايز تشرب إشرب ... وعايز تتعرى إتعرى ... الإسلام ماقالش إن الناس مابيغلطوش بالعكس دا الرسول عليه الصلاة والسلام قال إن كل إبن أدم خطاء ... ولكن (خير الخطائين) التوابون.... يا أخي دا اللي بيغلط ده جايز يجي عليه يوم ويتوب ويبقى أحسن مني ومنك !!!

كل اللي الإسلام قال عليه : "إذا بليتم فإستتروا" لأن الخطر مش في وقوع الفاحشة نفسها ولكن الخطر يأتي من إشاعة الفاحشة...

أنا شفت هناك ناس بيصلوا وبيعبدوا ربنا بجد برغم وجود كل هذه الخمارات والنسوان العارية في كل حتة ومع ذلك هوا الراجل نفسه ذهدت في الحرام وعايز يعف نفسه بالحلال ويبعد عن ما حرمه الله ... برضه من غير ما الحكومة تضيق عليه ....

ماينفعش حد يفرض على حد إنه يكون متدين ولو حتى أقرب الناس ليك ... ده ربنا اللي بيهدي الناس ... والرسول عليه الصلاة والسلام لم يستطع فرض الإسلام على عمه أبو طالب برغم إنه كان هوا اللي مربيه والسند ليه ... يمكن السبب في كده إن ربنا عايز يعرفنا إن ماينفعش نضغط على حد ....

ماليزيا برضه دولة إسلامية وأحلى سياحه شفتها في حياتي كانت هناك ... جو جميل جدا وطبيعة ساحرة وخضارهم وفواكههم مافيش أحلى منها في العالم كله (هيا صحيح النسوان هناك مش زي في فرنسا مثلا) ... لكن مين اللي قال إن السياحه خمرة ودعارة وبس؟! ومع ذلك الدعارة في كل حتة للي عايز واللي نفسه تسمح ... ربنا اللي بيحاسب الناس ...

معرفش ليه الناس واخده فكرة عن الإسلامي إنه راجل بدقن طويلة مشرذمة (أشعث أغبر) ولابس جلابية قصيرة (بيدعي الفقر) وذو وجه عبوس قمطرير وماشي بيسب ويلعن ولو شاف إي حد قدامه في الشارع بيشرب سيجارة يجري وراه ويشتمه ويزجره لأنه سمع مثلا فتوى بإن التدخين حرام ... ولو شاف ست ماشية في الشارع يجري عليها بسرعة ويزعقلها ويقولها " إتقي الله" ولا حتى "وقرن في بيوتكن" وكأنه هوا الأمر الناهي والمكلف من قبل الحاكم بتطبيق الشريعة وردع المخالفين ومسموحله بزجر الناس كده من غير تحقيق ولا بينة !!!! هوا ده نموذج المسلم دلوقتي؟

فين نموذج المسلم اللي بيتقي ربنا وبيلبس أشيك لبس عنده وبيهتم بهندامه ونظافته وبيتقي الله في معاملاته مع الناس وهوا بيبيع وبيشتري وفي تجارته وفي سوقه ومعيار إسلامه هوا بيتعامل مع الناس إزاي؟ (لأن الدين المعاملة) بيكون حنين مع الناس وطيب وبشوش ومتسامح (ومتغافل أحيانا) ويترك مالا يعنيه بيركز في شغله عشان يبدع فيه وبيحاول يدي صورة حلوة عن دينه عن طريق إنه هوا نفسه يكون صورته كويسة فيحبب الناس في دين الله مش يكرههم فيه وفي الدنيا والدين !!!! ياجماعة دا ربنا قالنا إننا ما ندعوش لسبيله إلا بالحسنى والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان على خلق عظيم وعمره ما تطاول على مسلم ولا كافر لا باللسان ولا باليد ولا إي حاجه!!!
وربنا قاله "لو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك"

الظاهر من كتر ما الحكومات قمعت الإسلاميين قبل كده وقعدتهم في بيوتهم محاصرين أو رموهم في السجون مقهورين ومبعودين عن الدنيا والحضارة والمدنية ... الوضع ده تسبب في إفراز بعض الأفكار المتشددة الحاقدة الناقمة على الناس وعلى الدنيا وعلى الحكومة بل والأفكار المتشنجه العنيفه التي تدعوا للعنف وهيا دي الأصول بتاعت كل الأفكار المتطرفة ... لكن مين اللي قال إن الدين تطرف ... بالعكس تماما الدين إعتدال ....

ولا اللي بيقولك هنرهب أمريكا وأوروبا ونعلن الجهاد على العالم !!! طب الأخ ده فاهم الأول معنى الجهاد ولا راشق بدماغه غلط ... وبيقول إي كلام هوا نفسه مش هيقدر ينفذه !!! جهاد النفس يا إخوانا هوا الجهاد الأكبر ... صلح نفسك إنته الأول وبعدين بص على أمريكا ... مش تبقى عايش في افقر بلد وبتعاني من مشاكل جهل وتخلف ولسه شعبك بيدور على الأكل في صفيحة الزبالة ولا عارف تنتج إي سلعة ولا عندك فكرة عن إي تكنولوجيا ومديون لطوب الأرض وبعدين فجأة كده تطلع وتقولي هنعلن الحرب على العالم؟ !!!

صلح نفسك الأول وخليك راجل محترم وصلح بلدك وإنتج وإشتغل ولا إنت نسيت إن العمل عباده برضه وربي عيالك كويس عشان يطلع جيل جديد صالح نظيف ونتخلص من كم الفساد اللي كنا مزروعين فيه من ساسنا لراسنا وبعدين لما يبقى عندك ناس كويسة متعلمة ومتنورة ونظيفه ونزيهة ساعتها نبقى نفكر إذا كنا هنحارب العالم ولا هنعمل إيه بالظبط؟

الرسول عليه الصلاة والسلام ما أعلنش الحرب على الكفار أول ما كلف بالرسالة ... بالعكس ... هاجر من مكة للمدينة وأسس هناك دولة إسلامية قوية على ركائز وصنع رجال بجد زي كل الصحابه الأطهار هما دول اللي حملوا الرسالة من بعده ووصلوها للعالم كله. وقامت بهم دول إسلامية بلغت من الحضارة والمدنية والعلم والرقي والتدين لدرجة إن حضارتنا حملت مشاعل العلم وأضاءت أركان المعموره 1400 سنة لغاية دلوقتي...

ثم إن الحملات والغزوات الإسلامية مكانتش عشان تدبح الناس وتحارب العالم ... زي التتار والمغول ما كانوا بيعملوا ولا حتى زي هتلر في العصر الحديث وإنما عندنا الجهاد كان بسبب نشر الدين ... ولما كان فيه ملك ولا حاكم دولة عظمى ساعتها بيمنع المسلمين من تعريف الناس بدين الله كان ساعتها الخلفاء بيضطروا يخيروه بين الحرب أو الدعوة أو الدية ... يعني الحرب دي مكانتش غير في حالة واحدة فقط عشان الحكام يخلوا بينك وبين الناس وبرضه ومع ذلك لما كانوا بيدخلوا دولة مكانش المسلمين بيدبحوا الناس وبيفرضوا عليهم الدين .... بالعكس كان أهم حاجه توفير حرية الإعتقاد ... اللي عايز يسلم ماشي واللي مش عايز هوا حر ... ولا حتى كانوا بيضغطوا عليهم عن طريق فرض الجزية ... الجزية دي كانت أقل حتى من قيمة الزكاة اللي بيدفعها المسلم ...(يعني أوفرلك تفضل على دينك) لكن الناس كانوا بيدخلوا في الدين بمزاجهم لما كانوا بيشوفوه وبيفهموه صح .... يعني من الأخر كده مكانش فيه قهر ... وكانوا بيسيبوا الديانات الأخرى يمارسوا حرية دينهم براحتهم تماما لدرجات حتى كان بيبقى مبالغ فيها أحيانا عشان محدش يجي ويقولك إنتم فرضتوا علينا كذا ...

أما دلوقتي ففيه حاجه إسمها تلفزيونات وأفمار صناعية ومحطات فضائية وإنترنت والعالم كله بقى قرية صغيرة وسهل جدا إنك تبلغ الناس بدينك بطرق سلمية جدا من غير ما حد يحول بينك وبين الناس ولا حد يضايقك ولا إنته أصلا محتاج تتخانق مع حد ... المواضيع مش عافيه يا إخوانا ....

دلوقتي الإسلاميين إبتدوا يوصلوا للحكم وخلاص عهود الظلم والإعتداء عليهم والفساد إنتهىت ... فهل لسه برضه عايزين يجيبوا أفكار متزمتة ومتطرفة وخلاص كده هما خدوا على العافية ولا ناويين يغيروا الصورة الخاطئة عنهم ويصصحوا الأوضاع ويبتدوا يحببوا الناس فيهم وفي دين الله؟

سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة إن شاء الله.....

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

المقربون والمبعدون


الناظر والمتدبر في تصاريف الله في خلقه يمكنه أن بستنبط بعض السنن الكونية الراسخة. والسنة الكونية هي عبارة عن منهج إللهي وقانون محدد يسير الله به مجريات أمور معينة. قد يعجز بعض البشر عن فهم الحكمة في أمر معين ويستغربون ويستعجبون. بل وقد لايفهمون قول أحد العارفين بأن ماحدث هو أمر طبيعي ولا شيئ يدعو فيه للعجب .... فهو سنة كونية!!!

من السنن الثوابت والتي قد لايفهمها البعض أحيانا في البداية هي سنتي الترقية و الإملاء... فقد قسم الله عز وجل البشر إلى عدة أنواع فمنهم الصالح و الطالح ومنهم المؤمن و الكافر ومنهم الطائع و الجاحد... وهذا كله بناء على أعمالهم وما وقر في قلوبهم وقد إطلع الله على مافي قلوبهم وهو أعلم بمافي السرائر سبحانه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.... كما أنه لا منازع له في حكمه فهو الذي يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء يغضب ويصفح عمن يشاء... يذل ويرفع ولا يستطيع أحد أن يسأله لماذافعلت كذا وكذا يا رب؟ فهو المتصرف الوحيد والفعال لما يريد ....

تجد من العباد من أحبه الله ... فهو يتجاوز عن خطايا عبده ويجزيه خير الجزاء في الدنيا فيرقيه وفي الأخرة يهبة حسن المنزلة .... وفي هذه الحالة قد تجده يطبق مع عبده سنة الترقية لكي يرفع من قدره ويقربه إليه أكثر بل ويساعده على النجاح في الإختبار.... فأذا أراد ربك بعبد أن يرقيه من حال إلى حال أفضل وينعم عليه ... قد يعرضه في البداية لبعض الشدائد والصعوبات ربما ليمتحنه .... ربما لينقيه من ذنوب معينة .... ربما ليرفعه درجات .... وربما ليؤهله للمكانة الجديدة التي أرادها له فيدربه ويعلمه ويمرنه .... وكأمثلة على ذلك:

1- ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في عام الحزن فقد توفي عمه أبو طالب الذي كان يمثل له الحماية والمنعة من كفار قريش... ثم توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها والتي كانت تمثل له الإستقرار الأسري ودفء البيت والإستقرار المادي... ثم يتوقف هبوط الوحي لفترة طويلة والذي كان يطمئن النبي صلى الله عليه وسلم -لاحظ مدى تأثير كل هذه الأمور على نفسية بشر- ثم يزداد ضغط الكفار وإيذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ويحاصرونه في شعب أبي طالب بل ويتعرض النبي للمزيد من الأذى ويلقي عليه الأطفال الحجارة حينما حاول أن يدعو في الطائف .... وقد تحمل النبي الكريم الكثير والكثير من المحن والإبتلاءات ولكن النبي لم ييأس ولم يقنط من روح الله وإنما دعى "اللهم إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي" ....

أنظر إلى كل هذه الظروف الصعبة والمحن والشدائد... هل نختلف في حب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم؟ حاش لله بالطبع ... نعم إنه يحبه ولكنه أراد لهذه الظروف أن تنقطع به أسباب البقاء في مكة ... لأنه لو أن كان كل شيئ كان على مايرام ولم تحدث كل هذه الصعوبات فلم يضطر إلى أن يغادر مكة ويهاجر للمدينة؟ حيث يؤسس للدولة الإسلامية الجديدة التي سينطلق منها فيما بعد جيوشا عظيمة مؤهلة لكي تفتح العالم وفيها يصير النبي الحاكم في المدينة وتصير إليه مقاليد الأمور ويرسي قواعد الدولة الجديدة ... فلو كان بقي في مكه لنازعه الحكم كفار قريش وضايقوه وأذوه ... عندما ننظر للصورة الكبرى نجد أن كل المصائب التي حدثت إنما كانت هي فقط بمثابة عنق الزجاجه التي تخرجه إلى العالم الواسع والأفضل فيما بعد بدلا من البقاء في الوضع لأول الذي كان لا يؤدي للهدف المطلوب .... ثم أراد الله أن يثبت نبيه فأنزل عليه سورة يوسف لما فيها من عظة وعبرة كبيرة تؤكد هذا المعنى وهذا ما سيتضح من المثال الثاني:

2- في قصة سيدنا يوسف عليه السلام عظة وعبرة كبرى فيوسف الطفل أخذه أخوته فألقوه في البئر ليتخلصوا منه غيرة منهم... ما هذا؟ طفل صغير بتعرض لهذا الموقف وممن ؟ من إخوته؟ أليس في هذا مشقة كبيرة على طفل صغير؟ ولكن الله أراد أن ينقله ليعيش في الحضر بدلا من البدو ويتربى في بيت أحد الكبراء منعما ومرفها ولكي يتعلم ويفهم تقاليد السياسة والحكم في بيت العزيز الذي أحسن مثواه إي أن الإلقاء كان بمثابة عنق الزجاجة للخروج إلى دنيا أوسع وتمهيدا لتدريبه على مهمته المقبلة....

ثم أراد الله أن ينقله نقلة أكبر ويصبح هو حاكما على مصر فلو كان قد لبث في بيت العزيز فما الذي يمكنه أن يحدث حتى يتمكن يوسف من أن يصبح ملكا؟ ... كان لابد من عنق زجاجه ومصاعب جديدة يمر بها حتى تحدث عملية الترقي المطلوبة وكان عنق الزجاجة في هذه المرة هي حبسه في السجن بضع سنوات لكي يقابل هناك من يوصله للملك وتمضي أحداث القصة المعروفة حتى النهاية السعيدة....

أضرب مثلا بالأنبياء لأنهم أشد الناس بلاءا ثم يأتي بعدهم العلماء فالصالحين ثم العامة ويختبر كل واحد على قدر مقامه وعلى قدر تحمله ....
أما عن سنة الإملاء فالله قد يغضب على عبد فيستدرجه بل ويملي له ليعطي له مجالا أكبر ليخطئ ويخطئ أكثر حتى إذا أخذه ... أخذه أخذ عزيز مقتدر .... بلا مقدمات وبلا مصاعب وشدائد مسبقة يمر بها ... كما حدث في قصة فرعون سيدنا موسى وكما حدث في قصة قارون....

إذا وجدت بعض المصائب والأحزان تواجهك فإستبشر فأنك مقبل على ترقية .... وإذا وجدت أنه منذ فترة و كل شيئ يسير على مايرام ووفق هواك وليس هناك ما يعكر صفوك! فتوقف وأحذر وأعد حساباتك ولتخشى أن تأخذك سنة الإملاء والعياذ بالله

سئل أحد العارفين: هل أثنتك عن طريقك المصاعب والمحن التي تعرضت لها؟ فأجاب: لولا المحن لشككت في الطريق....

نسأل الله أن يجعلنا من المقربين الذين يرضى عنهم ويرقيهم ويستخلفهم ويستخدمهم ونعوذ بالله من أن يجعلنا من المبعدين الذين يغضب عليهم فيستدرجهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر....

من وقع في ضيق وظن أن الله قد حرمه من شيئ يحبه أو منع عنه شيئ فعليه أن يتحلى بالصبر والحكمة .... لو فهم الناس الحكمة في المنع لصار المنع عين العطاء (مقولة لإبن عطاء السكندري) فالله سبحانه وتعالى ما منع عنا شيئا إلا ليعطينا ماهو خير منه.... ولكننا وبكل أسف ولقلة فهمنا نحب أمور ونكره أمور .... وللأسف أيضا قد يتعلق قلبنا بما ليس فيه خير لنا وقد نزهد فيما هو فيه خير لنا ولكننا لانعلم ... وقد تمر علينا مواقف نستصعبها ونعتبرها شقاء وحزن لكن لو علمنا ما سيأتي لنا من خير بعدها لسلمنا بقضاء الله بكل نفس راضية (إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسر) ... ولكن هذه حكمة بالغة لا نصل لها إلا بعد طول عهد وخبرة مع الله .... من يؤته الله الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.....

نعم فالإبتلاء يأتي بالخير .... وقال بعض العلماء أن كل عسر يأتي بيسران ... يسر معه لقوله تعالى (إن مع العسر يسرا) ويسر بعده لقوله تعالى (سيجعل الله بعد عسر يسرا) فهنيئا للمعسرين لما سيأتي لهم من فرج بعده.
ولمن أراد أن يناجي ربه ليكشف عنه البلاء فعليه أن يعرف أهمية الدعاء ... فقد قال بعض العلماء أن الله قد يؤخر الفرج بعض الوقت لأنه يحب أن يسمع دعوة عبده ... وقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ... وقيل أن الدعاء يرفع البلاء ...

وليعلم أن دعاءه في هذه الحالة سيكون مستجاب إن شاء الله (أفمن يجيب المضطر إذا دعاه) ولكنه عليه تعلم فن الدعاء المستجاب ..... من أحلى الأوقات التى تمر على العبد هى ان يبتليه الرحمن الرحيم بأى بلية حتى لو كانت هما او غما فيتذكر ويهرع الى الله فى ظلمات الليل وبأسحار الفجر يتوسل إليه ويرجوه ويناجيه ويشكو اليه فأذا به يكتشف ان الكريم المنان أشتاق اليه .. أشتاق الى قيامه ودعاءه ودموع عينيه .. ويدرك كم انه كان بحاجه الى هذا التضرع والبكاء حتى يغسل روحه ونفسه .. فيخرج بعدها وقد هدأ فؤاده وسكنت جوارحه سعادة وحب وراحة بقرب الله عز وجل فيا لها من نعمه تأتينا بين ثنايا المحنه شريطة ان نتنبه لها. عندما تبتلى بشىء فيما بعد فأرسم ابتسامه جميله على محياك وأفرح فإن الله يناديك .. حبيبك ينتظر مناجاتك وقت السحر .. و ياله من لقاء رائع ... نعم ما أحلى لقاء الحبيب ... ويالنا من مقصريين ... شغلنا أنفسنا بما خلقه لنا فألهانا عن ما خلقنا من أجله ... وياله من رب حنان منان يتودد إلينا برغم تقصيرنا .... ما حل بلاء إلا بمعصية وما رفع إلا بتوبة ... اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك.

محمد مصطفى

السبت، 7 مايو 2011

تعريفات سياسية عصرية



إحترت أبدأ تعريفاتي النهاردة منين؟ !

على العموم أهي البلاوي كتيرة وخلينا نبدأ بالليبرالية :

والليبرالية في معناها الجميل تدعو إلى الحرية وكل واحد حر يعمل اللي هوا عايزه طالما مقتنع بيه وطالما مابيضرش حد بيه والدولة تساعد الأفراد على إن كل واحد يشطح بخياله ويطلع تفانين يستمتع فيها بحريته وأجدع واحد ليبرالي هوا اللي يطلع بفكرة جديدة وتكون خارجه على المألوف زي إنه يقلع هدومه مثلا ويقعد في وسط الإستاد (ماهو حر بقى) !!! وطبعا هوا مبيضرش حد (لو مش عايز تشوفه إمشي مغمض ولا ما تبصش يا أخي !!!! وحتى برضه لو شتم الأنبياء وتمرد على الأديان !!! ماهو حر في دينه برضه ومعتقداته والدولة يجب إنها تمنع الناس من إنها تضربه أو تحرقه أو تولع فيه بجاز !!!

الإمبريالية بقى قبل ما أنسى هيا إنك تعمل إمبراطورية وتعملك جيش حلو كده هدفه إنه يروح يستقوى على الدول الضعيفه اللي معندهاش جيش ولا جيشها تعبان وعلى قده (ماهو بيقولك اللي مالوش ظهر بيضرب على بطنه) والعساكر بتوعك يقعدوا هناك وتسميهم الحاكم العسكري ووظيفة الحاكم العسكري إنه يلمك الفلوس والقمح والبترول وإي حاجه غالية في البلد دي ويبعتهالك على لندن ... أصل ده كان نظام بريطانيا زمان...وأمريكا بتعمل كده دلوقتي بس أحيانا مابتكونش محتاجه عساكر ولا دبابات إنما بنظام عبقري حلو خالص إسمه الرأسمالية وده هنشرحه في الأخر ...

أما العلمانية فمعناها الصافي إنك تعبد ربنا زي مانت عايز وعلى كيفك محدش بيغلطك في كده بس مالكش دعوة بالسياسه .... عشان الجماعه الساسه دول ملحدين مثلا ومش عايزين حد يفكرهم بربنا ولا يجيب سيرته ... يعني مثلا طالع تلقي خطاب في التلفزيون ماتقولش بسم الله ... قول مثلا بسم الوطن ... أو حتى بسم المحبه ... أو بسم الكتكوت الشركسي لكن ماتجيبش سيرة ربنا قال ولا الرسول قال قدام الناس عشان ما تخوفهمش ولا تخضهم

عايز تصلي؟ ... صلي! ... في بيتك ولا حتى ماشي نعملكم جوامع وكنايس كمان تصلوا فيها زي مانتوا عايزين ... لكن تطلع بره الجامع وتكلم في الدين فاهوا ده العيب بعينه !!!!

تجيلي بقى يا باشا على الإشتراكية: وأول مبدأ في الإشتراكية هوا الشيوعية ... وأول حاجه في الشيوعية إنه لا إله ... مش لا إله إلا الله زي ما بنقول ..... وإنما لا إله خالص !!!! يعني تبقى فله ... وبعد كده بقى الدولة هتصرف عليك وتشغلك وتعلمك وكل حاجه زيك زي باقي زمايلك واللي هيجرى على الشعب يجرى عليك وتخليك في حالك وتعيش وتموت وتقضي يومينك وخلاص وما تكترش في الكلام والإستفهامات؟؟؟ حتى لما تلاقي الشيوعية إنهارت في روسيا لازم تبقى فاهم إن الخطأ مكانش في الشيوعية كمبدأ وإنما في التطبيق!!!!

على فكرة البرجوازية تبقى بنت عم الإشتراكية وهيا عبارة عن إن فيه ناس مهمشة لازم تشارك في الحكم زي الزبالين والكناسين ... إيه مالك؟ ولا دول مش ناس يعني؟ ولا يكونوش مش ماليين عينك؟ !!!

والبرجوازيين دول هما اللي عملوا الثورة في فرنسا قبل كده.....

خوشلي بقى على الجماعات الإسلامية ...ودي طوائف مختلفة ومتناحرة ويكفر بعضها بعضا أحيانا ! والصراحه ماتقدرش تعرف بالظبط أنهي جماعة هما اللي صح والباقي هما اللي هجاصين ..... وماينفعش فيها التعميم ... كل واحد عنده فكره اللي هوا فيه له أصول طبعا وأسنده ومرجعيات ... زي السلفيه والوهابية والإخوانية والخلافيه والكلامية والمعتزلة والمرجئة وكتييير بقى قول زي مانت عايز ... المهم أنا هفرض وصايتي عليك وهاحددلك هاتلبس ملابس داخلية من أنهي نوع وتصلي في أنهي زاوية وتسمع خطبة الجمعه للشيخ مين وماتسمعش لمين وتعيد يوم إيه ولما تيجي في رمضان تفطر إيه وكله بالدين برضه ماهو الدين بيقولك تطيع الحاكم طالما أمرك بما لا يغضب الله ... المهم هاتحكم فيك وهاطلع عقدي عليك وهابهدلك خالص ومش هاتقدر تفتح بقك ولا عينيك ولا حاجه خالص والا هاتكون بتجادل (يا أخ علي) وهاتكون بتعض في الحاكم وبتعارضه ودا طبعا هيكون ليلة أبوه سودا ومحدش هيقدر يدافع عنه ....

ولو حبيت تكون معتدل تمشي في سكة الوطنية الديموقراطية ... ودي اللي القذافي شرح معناها كويس : ساعة لما كان بيقول إنها جاية من مقطعين " ديمو" وكراسي" يعني ديموكراسي ... يعني تفضل قاعد على كرسييك دايما ... وكان فيه حزب في مصر متسمي بالأسم ده ... بس مش عارف اللي هيعوز يمشي في السكة دي تاني هيسموها إيه بعد كده بالظبط !!!! والحزب اللي هيطلع جديد لغاية ما هيسموه أقدر أقولك إنه عايز يشارك في الحكم بس عشان يعمله قرشين ويستنفع ويقول إي كلام جميل في إي وقت حلو في إي حتة لطيفة ويضحك على الناس ... يعني هوا ده النصب بعينه أو اللي بيسموه الإحتيال .... تمام كده زي ما تسمي الخمرة بإسم مشروبات روحية ... وخلي بالك روحية دي إتجوزت وبنقول روحية غير روحانية وخلي بالك قوي ...

وبمناسبة القذافي فالراجل بعد لما لقى التيارات السياسية في العالم دي كلها سوداء ومتهببة بهباب قرر يعمل نظام سياسي جديد وسماه اللجان الشعبية .... يعني الشعب يحس برضه إنه بيحكم ... هوا صحيح فيه واحد ديكتاتور اللي بيحكم فعلا وبيصدر كل القرارات وبيؤلف الكتاب الأخضر ... لكن أهو ولو حتى في الظاهر فيه شوية ناس من الشعب بتحاول تحكم (يعني بتحاول تفهم إيه الكلام اللي في الكتاب الأخضر ده وتنفذه)!!!!

أما الملكية فهيا إن فيه واحد بس البلد كلها بتاعته ... وارثها أبا عن جدا والبلد بمعنى كل حاجه ... يعني الأرض والمباني اللي عليها وكمان الناس اللي ساكنين على أرضه دول اللي هما المواطنين يعني ... يعني إنته ... ومراتك ... وعيالك ... وعربيتك وكل هدومك ... دي في الأصل حاجة الملك بس هوا من كرم أخلاقه بيتعطف عليك وبيسيبك تستخدمهم ومافيش مانع كل شوية يديك منحه ملكية ولا هبة ولا إي حاجه زي الشحاتين كده وطبعا هوا مش بيصرف عليك غير من دخل البلد كله اللي لازم يدخل خزنته الأول وبعد كده هوا يشوف يطلع إيه ويخلي إيه؟؟؟

والفرق بين الملكية والجمهورية إن الملك الجديد إبن الملك القديم (وأحيانا بنته) ودا شيئ عادي بدون خنافات .... إنما بقى في الجمهورية لازم الرئيس يبذل شوية مجهود زيادة حبتين عشان يقنع الشعب بإن إبنه هوا أحسن رئيس وأحيانا لما الشعب بيكون تعبان ولا ضايع مابتكونش مهمة الرئيس دي صعبة ولا حاجه.... أهو نظام كده شبه البجاحه وعلى عينك يا تاجر !!!

متهيألي هيطلع بعد كده حزب إسمه ساداتي ... وده تسمية مقترحه أسوة بالحزب الناصري وحزب الوفد بتاع سعد زغلول (الله يرحم موتانا وموتاكم جميعا)

لو تحب تتعمق شوية وتعرف إيه الفرق بين اليسار واليمين ... فلازم تعرف إن الموضوع ده له أصول تاريخية من أيام الرومان والأغريق ويمكن الفراعنه كمان (ولو إن الفرعون مكانش بيقعد حد معاه إنما ماشي) ....

بيقولك يا باشا إن مجلس كده زي مجلس الشعب بتاعنا دلوقتي كانوا بيقعدوا في .... (حتة حلوة كده فيها كراسي طوب ) ليها إسم بالإغريقي بس مش فاكره دلوقتي ....متهيألي (بازيليكا؟) المهم اللي كان بيقعد على اليمين دول كانوا مجموعة بتحب الناس القدام وأرائهم (اللهم أجعلنا من أهل اليمين يا رب) !!! بيقولك عليا اليمين .... لو كنت فاهم حاجه

أما بقى الجماعة اللي كانوا بيقعدوا على الشمال ... اللي هوا اليسار يعني ... فبيسموهم يساريين .... ودول يا باشا مكانوش بيحبوا الجماعة القدام فعشان كده كانوا بيحبوا يألفوا كلام جديد

تمام كده زي اللي بيحب عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد وأم كلثوم ... الله يرحم موتانا جميعا ... وبيقولوا عليهم الطرب الأصيل فعشان كده سموهم المحافظين ... وعلى فكرة حزب المحافظين ده هوا اللي بيحكم ... وحزب اليسار (زي مافي بريطانيا كده) بيقعد يناكف فيه ويقولهم لأ عندنا أفكار جديدة وبنحب عمرو دياب وتامر حسني وما بنطيقش نسمع أم كلثوم خالص !!!

أنا كل اللي أعرفه عن المحافظين دول إن إبن أخو محافظ الجيزة كان معانا في الكلية بيدرس بس الكلام ده كان زمان....
وعشان تبقى يساري لازم ما تلبسش بدلة (لأن كل ده موضه قديمة) إنما تضربلك بنطلون قصير وتزقه لتحت لغاية مايبقى عند ركبتك كده وتلبس فانلة طويلة عشان تحاول تستر بيها نفسك وماتنساش تخليها واسعة شوية عشان لما الهوا يجي ويرفعها حبتين تقوم مبينة إنك منزل البنطلون وعلى العموم حتى لو مجاش هوا فمش مشكلة حاول من وقت للتاني إنك تبين إنك بتحاول ترفع البنطلون لفوق عشان تبين للناس إنك برضه إسمك بتكسف ... أما شعرك بقى تدلق عليه نصف علبة جيل وترفعه لفوق من النص وتكتب عليه سهم وتشاور إن قصة الشعر دي إسمها سبايك....

على حتة شنطة لاب توب (ممكن تبقى فاضيه) وإي حاجه لونها غريب شوية تلبسها في ودنك أو في إيدك أو في إي حتة تعجبك وتقول إي كلام وتعمل نفسك منفعل كده ومتضايق ... وأهو حالك هيمشي لأن لازم في البلد يكون فيه حزب إسمه اليسار ... وهنجيبله ناس منين ده !!! وهيسموك من المجددين .... (ربنا يجازيك يا فاروق) :)))

وأخر حاجه أحب أختتم بيها تعريفاتي النهارده هيا الرأسمالية .... وهوا لسه بصراحه القذافي ما أدلاش برأيه في القضية بس كل اللي أقدر أقولهلكم دلوقتي إن الرأسمالية دي عبارة عن إن اللي معاه قرش يسوى قرش وإن القرش الأبيض ينفع في اليوم الإسود ... وإن ماياخدش باله من قرشه يبقى مابياخدش باله من نفسه ... ومن الأخر اللي هيحكم هما رجال المال والإقتصاد عشان هما بيفهموا كويس في الإستثمار ... وإنك لازم تشتغل عندهم زي الثور اللي مربوط في الساقية كده بالظبط ولو في يوم مليت ولا كليت مش هتلاقي حد يسندك يا معلم!!!!

إختارلك إنته بقى نظام الحكم اللي يناسبك بعد مافهمت الليلة الأنس دي ....!!!!